قائمة الموقع

"الطليع" مهنة موسمية لجني ثمار البلح في غزة

2022-10-09T13:15:00+03:00
الطليع مهنة موسمية لجني ثمار البلح

بسرعة فائقة، تمكن الأربعيني قصي هداف، من تسلق شجرة النخيل التي يزيد ارتفاعها على 15 مترًا، مستعينًا بحبل لفه حول الشجرة ليستند إليه عند جني الثمار، وليحميه من السقوط على الأرض.

ما إن وصل هداف إلى قمة الشجرة، ربط جذعها بحبل كان يضعه على كتفه، ثم ألقى به إلى أحد العمال الذي يعاونه ويشده بقوة لتبدأ بعدها عملية قطف البلح الناضج، وإنزالها على الأرض.

وتقتصر عملية جني ثمار البلح والصعود على الشجرة على ما يعرف بـ"الطليع" وهو الشخص الذي يصعد إليها ويقطف ثمارها ويلقحها.

ويعمل هداف، في هذه المهنة منذ أن كان في سن الخامسة عشرة، بعدما ورثها عن شقيقه الأكبر الذي كان يرصد كل تحركاته ومحاولاته للصعود إلى قمة الشجرة، لكون العملية "الخطيرة" التي يمكن أن تودي بحياته في حال اختل توازنه أو استهان بالعمل.

وقال هداف، الذي يعيل أسرة مكونة من 4 أفراد: إن شقيقه في بداية الأمر لم يسمح له بالصعود إلى قمة الشجرة مرة واحدة بل كان يسمح له بالصعود لنصفها، فقط كي يعتاد العملية إلى أن تمكن من الوصول لقمتها، وبدأ يجني ثمارها.

وأضاف: إن الصعود على الشجرة ليس بالأمر الهين، وتحتاج إلى جرأة وشجاعة عالية، وممارسة مستمرة.

وتابع: يجب أن تتوفر في "الطليع" الخبرة، فربما تكون الشجرة متهالكة من الأعلى والصعود عليها قد يؤدي لوقوعها في أي لحظة، أو الإصابة بأشواكها.

ويعمل هداف، الذي يقطن في القرارة جنوبي القطاع، في تسلق أشجار النخيل برفقة، خمسة عمال، أربعة أشهر في السنة، ليكمل الأشهر المتبقية في أعمال تجهيز الأرض أو مساعدة المزارعين لحين بدأ موسم البلح، مبينًا أن يومية "الطليع" تبلغ من 40 إلى 45 شيكلًا.

وعن مراحل عمل الطليع، تُقلم الشجرة في منتصف فبراير وتُجهز لمرحلة التلقيح التي تتم في منتصف مارس وحتى نهاية إبريل، وفي يونيو تربط القطوف خوفًا من تساقطها وكسرها لثقل الحمل، وصولًا إلى المرحلة الأخيرة وهي جني ثمارها التي تبدأ عادة في نهاية أيلول ولمدة تقارب عشرين يومًا.

ومن أبرز المخاطر التي يتعرض لها "الطليع" وفق محمد الأسطل (32 عامًا) عدم دراية المتسلق بأشجار النخيل وكيفية التعامل معها، كاعوجاجها، أو إصابتها بـ"حشرة النخيل" التي من شأنها تقع في أي لحظة.

وقال الأسطل، الذي يعمل في المهنة منذ 17 عامًا: إن أول مرة صعد فيها على شجرة النخيل كانت في السن السادسة عشرة، إذ كانت الرهبة ظاهرة عليه، ويخشى السقوط لكنه اعتادها مع مرور الأيام وأصبحت العملية أكثر سهولة.

وأضاف الأسطل لصحيفة "فلسطين"، الذي يعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد، لصحيفة "فلسطين": الصعود على قمة الشجرة يحتاج إلى قوة وخبرة، لتجنب السقوط عنها.

وفي بداية ممارسة عمله، وخلال صعوده إلى إحدى أشجار النخيل في مدينة دير البلح وسط القطاع، لتربيط قطوفها بقطع من الشباك، شعر بهز فيها ليضطر سريعًا للنزول عنها وما هي إلا لحظات حتى سقطت على الأرض.

ومنذ تلك الحادثة، بدأ الأسطل، بتفقد الشجرة التي سيصعدها بشكل دقيق جدًّا، وليتمكن من العمل والعودة إلى أسرته بسلام.

ويتسلق الأسطل، وفق قوله، ما يزيد على 20 نخلة في اليوم الواحد خاصة في فترات موسم تهذيب وتلقيح وجني الثمار التي تستمر لأربعة أشهر متقاربة، لافتًا إلى أنه يكمل بقية السنة دون عمل.

وكانت وزارة الزراعة رجحت إنتاج (10) آلاف طن من البلح الموسم الحالي في قطاع غزة، مبينة أن الفائض يسوق إلى الخارج، وأن صنف الحياني "الأحمر" يشكل أكثر من (90%) من الإنتاج من بقية الأصناف الأخرى. وتقدر المساحة المزروع فيها البلح في قطاع غزة بـــ(11500) دونم، ومساحة المثمر (8500) دونم، وغير المثمر (3000) دونم.

اخبار ذات صلة